زراعة الصحراء «معجزة» فى غرب غرب المنيا
التوسع الأفقى وزيادة الرقعة الزراعية المصرية، أحد أهم توجهات الحكومة لسد الفجوة الغذائية وتحقيق الأمن الغذائى للشعب المصرى، ومن هنا فإن مشروع غرب غرب المنيا، والمعنى بزراعة ٢٠ ألف فدان بنظام الرى بالرش، يعتبر معجزة ونموذجا زراعيا ارشاديا وتوجيهيا للمستثمرين والمزارعين فى هذه المنطقة، لتشجيعهم على الإقبال على الاستثمار.
وفى تصريحات خاصة لـ«الأهرام»، قال السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الاراضى، إن هذا المشروع جاء وفقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالتوسع فى زراعة الصحراء، موضحا انه مكون من انتاج حيوانى فى قوامه ١٥٠٠ رأس من الجاموس المحسن «إيطالي»، الذى يعد من أفضل السلالات، التى تسعى الوزارة لنشرها فى جميع انحاء الجمهورية، لأن العائد منه جيد، سواء فى اللحوم أو الالبان. وأشار إلى أن المشروع يشمل وحدة ميكنة زراعية مكونة من أحدث الآلات والمعدات اللازمة فى الزراعة بالصحراء، وان مساحة البنجر والقمح المزروعة تمثل ٥ آلاف فدان ذات مستوى عال ومتميز، وكل هذه نماذج إنتاجية وبحثية تساعد وتشجع المستثمرين والقطاع الخاص، للتأكد من نجاح الزراعة فى مثل هذه الاراضى والبيئة المواتية، وبالتالى تكون لدى المستثمر الجرأة للزراعة فى الصحراء.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث االزراعية، إن المشروع ارتكز على نموذجين، هما الانتاج الحيوانى، ومنه الجاموس المصرى والإيطالى والهجين، لإنتاج اللبن، مع الاحتفاظ بالولادات الذكور وتسمينها، الى ان تصل الى ٥٠٠ كيلو فى المتوسط، لرفع كفاءة الإنتاج، هذا جنبا الى جنب مع إنتاج الألبان، ويعتبر ذلك الهدف الاساسى للمزرعة الجديدة، ونموذجا للمستثمرين، بالاضافة للانتاج النباتى، حيث تتم زراعة بنجر السكر والقمح والشعير، وهذه محاصيل إستراتيجية يتم توفيرها لسد العجز الذى يحدث فى كثير من الاحيان. ووصف رئيس المركز المشروع بـ«منجم السكر فى غرب غرب المنيا»، حيث يعتبر مشروع ارض الكنوز، لما يحتويه من نجاحات فى الانتاج الزراعى، تتمثل فى بنجر السكر والانتاج الحيوانى والنباتى، هذا بالاضافة الى نموذج للصوب الزراعية لانتاج محاصيل الخضر، ومنها الطماطم والفلفل والباذنجان والخيار، ومحاصيل الخضر الورقية، والبصل، بالاضافة الى وجَود محطة بحثية يتم فيها تجريب كل انواع المحاصيل الحقلية والحاصلات البستانية، كما يوجد بالمزرعة معمل لتحليل التربة والمياه، لمساعدة المستثمرين فى المنطقة، بالاضافة إلى مزرعة زيتون ونخيل، لسد الفجوة الزيتية بسعة ١٥ فدانا، وسيتم التوسع فى مساحتها، ومخزن لمستلزمات الانتاج ومحطة وقود ومحطة للزراعة الآلية، لخدمة منطفة غرب المنيا بالكامل، وخدمة المستثمرين والمنتفعين. وتابع أن منطقة غرب غرب المنيا واعدة لانتاج بنجر السكر بنسبة سكر متميزة تتخطى الـ ٢٠ ٪، وهذا ما لا يحدث فى الدلتا والوادى، فضلا عن نسبة استخلاص عالية ونسبة نقاء تصل الى ٨٥ ٪، بما يعنى انخفاض تكاليف الاستخلاص.
ويوضح الدكتور عادل الاشقر رئيس قطاع الزراعة الآلية والمدير التنفيذى لمشروع غرب غرب المنيا، انه تمت زراعة نحو ٤٥٠٠ فدان بنجر السكر بزيادة ٥٠٪ عن العام الماضى، و٦٠٠ فدان قمح، وانه ستتم زراعة الـ ٢٠ الف فدان، بالاضافة الى ان المشروع يحتوى على محطة انتاج حيوانى ومحطة ميكنة زراعية، مشيرا إلى أنه سيتم تسليم مساحة المشروع مزروعة كاملة العام القادم.