مصر بالمركز الخامس عالميا فى تصدير «الجبن المطبوخ».. منتجات الألبان تنافس فى الأسواق العالمية
٨٧٥ مركزا لتجميع الألبان يجرى تحديثها وفق معايير هيئة صحة وسلامة الغذاء والمواصفات القياسية العالمية المطلوبة لتصنيع منتجات على مستوى عال من الجودة لتكون آمنة عند تناولها
وتتنافس فى الأسواق العالمية، وتدر عملات أجنبية تساعد فى تنفيذ برامج التنمية المستدامة التى تسعى الدولة لتحقيقها على صعيد القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية.
الخطة تشرف على تنفيذها وزارة الزراعة بمعدات حديثة لتشغيل هذه المراكز على أن تتضمن تطوير وتحديث المراكز القائمة حالياً وإنشاء مراكز نموذجية جاهزة للتشغيل يديرها الشباب بقرض مصرفى طويل الأجل فى السداد وبفائدة ٥% متناقصة، الأكثر من ذلك أن الرئيس عبدالفتاح السيسى خصص منحة رئاسية لا ترد ٥٠ ألف جنيه لكل مركز يحصل على المواصفات القياسية والجودة العالمية لدعم المنتج المحلى عند تسويقه فى الأسواق الخارجية لزيادة صادرات منتجات الألبان التى تخطت ٣٠٠ مليون دولار سنويا وحققت مصر من خلالها المركز الخامس فى تصدير الجبن المطبوخ.
50 ألف جنيه منحة رئاسية
يؤكد د. طارق سليمان رئيس قطاع إنتاج الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة، أن القيادة السياسية تولى اهتماما كبيراً بهذا المشروع الذى تعتبره مشروعاً قومياً، حيث صدر القرار رقم ٩٤ لسنة٢٠٢٠ بتنظيم صدور تراخيص مراكز تجميع الألبان، بحيث يراعى فيها المواصفات اللازمة التى تضعها هيئة صحة وسلامة الغذاء المصرية وكذا المواصفات القياسية العالمية لسلامة وجودة الغذاء.
ويضيف أن وزير الزراعة السيد القصير، وقع برتوكولاً مع إحدى الوزارات وعدد من البنوك الوطنية التى تمول عملية توريد المعدات المستخدمة فى مراكز التجميع سواء لحفظ أو تعقيم المنتج وكذا عند نقله إلى المصانع أو محلات البيع، لكى يظل فى جميع مراحله بجودة عالية وبفترة ضمان لاستخدام هذه المعدات، تصل إلى ٢٠ عاماً، بينما يسدد القرض لمدة ٨ سنوات بفائدة ٥% متناقصة، موضحاً أن وزارة الزراعة تشكل لجاناً فنية على مستوى عال من الخبرة تقوم بتقييم المراكز الحالية وبيان مدى صلاحيتها والتطويرات التى تحتاجها وكذا بالنسبة للمعدات والأجهزة التى تحتاجها وتحديد الإصلاحات والمعدات التى يجب توريدها لتحرير تقرير فنى بذلك يحصل عليه صاحب مركز التجميع ويتجه إلى الجهات المختصة فى تصنيع المعدات للتعاقد على استلام الأجهزة الحديثة، بعد إجراء التطويرات والتحسينات الإنشائية على مكان تجميع الألبان ليتجه فى الوقت ذاته الى أحد البنوك المشتركة فى منظومة تمويل هذا المشروع، حيث يحصل على القرض ويورد قيمة المعدات التى حصل عليها.
بجانب ذلك ــ والكلام لطارق سليمان ــ فإن وزارة الزراعة قررت أن تنشئ ١٠ مراكز لتجميع الألبان لصغار مربى ومنتجى الألبان وهى مراكز نموذجية فى المواصفات الصحية وسلامة الغذاء، مشيراً إلى أن إجمالى المبالغ التى أنفقت، ٣٠٥ ملايين جنيه على مراكز التجميع التى استفادت بالقروض وعددها ١٢٧ مركزاً.
٨٧٦ مركزاً
بينما يقول د. عبد الرشيد غانم منسق مكون الألبان بوزارة الزراعة: إن الحصر الذى أجرته وزارة الزراعة العام الماضى، كشف عن أن إجمالى هذه المراكز على مستوى الجمهورية، بلغ ٨٢٦، إضافة الى ٥٠ مركزاً نموذجياً قامت الوزارة بتدشينها ليكون الإجمالى ٨٧٦ مركزاً ويجرى وضع خطة مستقبلية لزيادة هذه الأعداد سنويا وفقا للاحتياجات لكن الخطة الحالية تعتمد بشكل أساسى على تطوير المراكز القائمة والتوسع فى إنشاء المراكز النموذجية الجديدة ويتمتع كل صاحب مركز بمزايا على رأسها إعفاؤه من الشخصية الاعتبارية، أى استخراج سجل وبطاقة ضريبية ويكون الترخيص بالرقم القومى ويعفى من سداد الـ٢٠% المقدمة النقدية التى كانت تطلب من المقترضين عند الحصول على القرض من البنك، بجانب قرض المعدات، فإنه يحصل على قرض إنشاءات لتطوير المكان قيمته ٥% من قيمة قرض المعدات، إضافة لقرض للتشغيل يسدد على عامين، علاوة على الدعم المادى المكانى المقدم من الرئيس عبدالفتاح السيسى بقيمة ٥٠ ألف جنيه للمركز المتطور الذى يحصل على شهادة الجودة العالمية.
معدات الإنتاج الحربى
وعلى صعيد أصحاب مراكز تجميع الألبان المستفيدين من الدعم الفنى والنقدي، فقد أكدوا أن وزارة الزراعة تقدم لهم كل الدعم وتشرف على مشروعاتهم ومواجهة أى مشكلة فى الحال. كما يؤكد جابر فتح الله على «صاحب مركز بأبو المطامير فى البحيرة» أن مركزه حديث وطاقته الاستيعابية ١٠ أطنان من اللبن وأنشئ وفق القواعد والمواصفات الفنية المطلوبة وأنه حصل على قرض ٥ ملايين جنيه من أحد البنوك الوطنية بفائدة ٥% متناقصة ويسدد على ثمانى سنوات، كما حصل على المعدات المطلوبة وهى ٢ تانك تبريد الألبان سعة ٥ أطنان ووحدة غسيل آلى أوتوماتيك و ١٠٠ قسط لبن سعة الواحد ٥٠ كيلو وكذا إناء كبير لاستقبال اللبن سعة ٢٥٠ كيلو ومثبت عليه ماكينة سحب الحليب آلياً ثم يمر اللبن على جهاز «شيللر» لقتل البيكتريا النشطة بعد تبريده وتحديد نسبة الحموضة والمضادات الحيوية التى تناولتها الماشية المريضة علاوة على وحدة غلاية تقوم بتعقيم الأقساط ثم ماكينة ديزل تعمل أوتوماتيكيا حال انفصال التيار الكهربائى أو قطعه عن المركز.
ويذكر أنه يقوم بتجميع الألبان من صغار المربين هؤلاء الذين يتم التفتيش على حظائرهم والكشف على الماشية للتأكد من خلوها من الأمراض ثم يورد هذه الألبان إلى محلات بيع الألبان قطاعى والمعامل والشركات المصنعة لمنتجات الألبان، حيث يحصل على كيلو الحليب بـ ٧ جنيهات ويحدد السعر مقياس البنط ويورده بزيادة عن سعره بـ ٨٠ قرشا فى الكيلو الواحد سواء للمحلات أو للمصانع والمعامل من خلال سيارة نصف نقل مجهزة سعة ٥ أطنان، ويؤكد أن المشروع ناجح بعدما تزايدت نسبة الإقبال من الشركات والمصانع على منتجاته.
تذبذب أسعار الأعلاف
أما صدام ماهر مصطفى «صاحب مركز تجميع» فيقول إن لديه حظيرة لتربية الماشية يحرص المسئولون فى الطب البيطرى بمديرية الزراعة على زيارتها بشكل دورى وتوقيع الكشف الدورى على الماشية، للتأكد من خلوها من الأمراض ويحصل على كميات من الحليب من حظيرته تصل إلى ٥ أطنان يومياً بينما يشترى من الحظائر المجاورة ببلدته ما يقرب من ٧ أطنان أخرى بسعر ١٠.٥ جنيه للكيلو لتوريده إلى المحلات أو المصانع بسعر ١١ جنيها و٣٠ قرشا للكيلو، مشيراً إلى أن تذبذب أسعار الأعلاف وراء تذبذب السعر اليومى للحليب عند التوريد، مما يثير المشاكل مع الزبائن، مضيفاً أن القرض الذى حصل عليه لشراء المعدات الحديثة من الإنتاج الحربى ساعده على التوسع فى مشروعه وزيادة الكميات التى يوردها للعملاء.
لكن عبدالله النجار يؤكد أنه وشقيقه يمتلكان ٣ مراكز تجميع للألبان وفى طريقهم لتأسيس مركز رابع، حيث حصلا على قرض قيمته ٣ ملايين جنيه لتشغيل هذه المراكز.
تصنيع الألبان
ويشير الطبيب البيطرى أيمن عابدين «صاحب مركز تجميع فى دمنهور» أن مركزه يستوعب ١٠ أطنان من الحليب يومياً يقوم بتجميعهم من الحظائر التى تقوم إدارة الطب البيطرى بمديرية الزراعة بفحص الماشية فيها ومتابعة عمليات تحصينها ضد الأمراض والتأكد من أسلوب التربية والتغذية السليمة، بل إن هؤلاء المسئولين يعلمون أصحاب الحظائر الأسلوب الصحيح لحلب الماشية واستخدام الأوانى الجيدة ضد الصدأ والتلوث. ويقول إنه يشترى كيلو الحليب من أصحاب الحظائر بـ ٥.٥ جنيه ويقوم بتوريده إلى الشركات والمصانع بـ ٦.١ جنيه، مشيراً إلى أنه يعد متجراً لتصنيع الألبان مثل جميع أنواع الجبن الأبيض والرومى والشيدر والكيرى والموزاريلا، بالطبع فإن عملية التصنيع تكون أكثر ربحية.
المعارض الدولية
أما صلاح عبدالعال صاحب مركز تجميع نموذجى فى المنوفية، فيقول إنه اقترض ٩ ملايين جنيه قرضا مصرفيا بفائدة ٥% وان مركزه يتعاقد مع عدد من الحظائر التى تورد له ٥٠ طنا يومياً يوردها الى المصانع والمعامل لتصنيعها وأن منتجه يخضع لمواصفات الجودة العالمية بعد ان نال هذه الشهادة وانه يجهز مصنعاً تتوافر فيه كافة الشروط الصحية والفنية لإنشاء مصنع لمنتجات الألبان مثل الجبن بأنواعه المختلفة لتسويق المنتج فى الاسواق المحلية والسوق الخارجى وانه يسعى الى المشاركة بمنتجاته فى المعارض الدولية.
8٫5 مليون طن من الألبان
بعد هذه الجولة بين المسئولين وأصحاب هذه المراكز، ركزت تحقيقات (الأهرام) على صدى النتائج الإيجابية لتحديث وتطوير هذه المراكز على قلعة صناعية كبيرة وقديمة فى مصر الأولى صناعة منتجات الألبان لاستعراض هذه الايجابيات، حيث يقول د. محمود البسيونى المدير التنفيذى لغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات إن إجمالى الكميات المنتجة من الألبان وفقاً لتقرير الاتحاد الدولى للألبان عام ٢٠١٩ ٥.٨ مليون طن سنويا تكفى ٦٠% من الاستهلاك المحلى وأن ٥٠% من عمليات تصنيع الجبن يتم بالطريقة التقليدية، حيث تصل الكمية المصدرة المصنعة من الجبن المطبوخ إلى ١٨ ألف طن بقيمة ٨٠ مليون دولار وأن مصر تحتل المرتبة الخامسة فى إنتاج هذا النوع من الجبن عالمياً بينما صادرات الألبان ومنتجاتها بلغ حتى يوليو الماضى ١٢٨ مليون دولار فى ٢٠٢٠ ووصلت الصادرات إلى ٢٥٦ مليون دولار مقابل ٣٠١ مليون عام ٢٠١٩ وبسبب تداعيات كورونا انخفضت الصادرات ويتوقع أن تقفز مصر فى الترتيب الثانى أو الثالث فى تصدير الجبن المطبوخ بعد تطبيق المنظومة الحديثة، ويتوقع أن تتضاعف الصادرات بعد تحديث مراكز تجميع الألبان ورفع معدلات التشغيل بزيادة ٢٥% فى العام الأول للصادرات ثم ٥٠% للعام الثانى، لأن هذه المراكز تتمتع بالجودة العالمية إضافة إلى مواصفات هيئة صحة وسلامة الغذاء المصرية هذا من شأنه أن يجعل المنتج المصرى يغزو الأسواق المتقدمة فى الدول الاسكندنافية وفرنسا واليابان وأمريكا تلك الدول التى تطلب مواصفات عالية الجودة فى الأغذية التى تتداول فى أسواقها.
ويضيف د. محمود البسيونى أن أعداد الشركات العاملة فى الألبان ومنتجاتها المقيدة فى غرفة الصناعات ، تبلغ ١٢٠٠ شركة استثماراتها ١١ مليار جنيه وتستوعب ٨٠ ألف عامل وأن المنظومة الجديدة الأكثر تحديثا من شأنها أن تدخل العديد من الشركات التى تعمل فى الظلام تحت جنح هذه المنظومة الحديثة لتتوسع فى أنشطتها فى الأسواق المحلية والعالمية.
ويطالب بتكوين رابطة تجمع أصحاب هذه المراكز الحديثة لمحاربة محاولات غش الألبان من خلال مصانع (بير السلم) لإجبارها على الانخراط فى المنظومة الحالية وكذا مساعدة أصحاب الحظائر على تطبيق الأساليب العلمية الحديثة فى حلب الأبقار والجاموس.